الخميس، 13 مايو 2010

التنفس عن طريق الفم واثاره على الوجه والاسنان والفكين

تعريف
هوتنفس الطفل عن طريق الفم بدلا من التنفس عن طريق الانف خاصه اثناءالنوم مع احتمال مصاحبة الشخير لهذه العاده.
الاسباب
هناك عدة اسباب تجعل الطفل غير قادر على التنفس عن طريق الانف بشكل اعتيادي اهمها:
1. انسداد المجرى التنفسي اما بشكل خلقي او مكتسب.
2. حصول انحراف او كسر في الخط الوسطي للانف ( الوتيره الانفيه) .
3. وجود الالتهابات المزمنه او حساسية الانف.
4. كبر حجم اللوز او وجود لحميات حجمها كبير .
5. وجود اورام ليفيه او عظميه في الحجره الانفيه.



العلامات السريريه المصاحبه
1. صعوبة التنفس عن طريق الانف .
2. زياده في طول الوجه.
3. الطفل يبدو نحيف الوجه ووزنه اقل من الاعتيادي.
4. جفاف و كبر حجم الشفاه.
5. صغر حجم الفك مع تزاحم الاسنان و بروز القواطع العلوية.
6. وجود العضه المفتوحه(بسبب الوضع المنخفض للسان ).
7. وجود العضه المعكوسة ( تقدم القواطع السفليه على القواطع العلويه مع بروز الفك السفليCL III malocclusion )
8. تضيق الفك العلوي crossbite)).
ان التنفس بشكل طبيعي عن طريق الانف يؤدي الى النموالطبيعي للوجه و الفكين لان الانسان يمارس وظائفه مثل مضغ الطعام و البلع بصورة صحيحه كما ان وضع اللسان و الشفتين و عضلات الخد يمكنها من العمل بدون اي تاثير سلبي على الاسنان و الفكين ( لان هناك تساوي بين الضغط الداخلي المسلط من اللسان و الذي يتراوح ب 500 غم وبين الضغط الخارجي و الذي تحدثه عضلات الخد و الذي يتراوح ايضا ب 500 غم ).
بينما في حال التنفس عن طريق الفم فان من أهم أثاره السلبيه هو حصول تطبيق في الفك العلوي بسبب:
1. غياب التوازن بين ضغط عضلات الخد من الخارج و بين اللسان من الداخل لان اللسان ينزل الى الجزء الاسفل من الفم .
2. عدم مرور الهواء من الانف و منه الى الجيوب الانفيه الموجوده في الفك العلوي ( maxillary sinus ) يؤدي الى ضمور هذه الجيوب و عدم نموها بشكل طبيعي حيث ينعكس صغر الجيوب على حجم الفك العلوي الذي يصبح اصغر من الطبيعي .



ملاحظه :
إذا علمنا أن الانسان يتنفس 28 الف مره في اليوم امكننا ذلك تصور مدى الضرر الذي سوف ينتج إذا كان التنفس يتم بطريقة غير صحيحة .



العلاج :
تبدا عملية العلاج بتحويل الطفل الى اخصائي الانف و الاذن و الحنجره لتحديد العائق الذي يمنع من التنفس عن طريق الانف و علاجه بعد ذلك يتم تحويل الطفل الى اخصائي تقويم الاسنان و الفكين الذي بدوره يقوم بعلاج هذه الحاله على مرحلتين :
المرحله الاولى : العمل على تعويد الطفل على التنفس عن طريق الانف باستخدام جهاز الشاشه الفمويه الواقيه اثناء النوم و هو عباره عن جهاز مصنوع من الاكريل يربط الاسنان العلويه و السفليه معا و يوجد على السطح الخارجي للجهاز عدة ثقوب حيث يتم تسكير هذه الثقوب تدريجيا حتى يعتاد الطفل بشكل كامل على التنفس عن طريق الانف.
المرحلة الثانيه : بعد تعود الطفل على التنفس عن طريق الانف يتم عمل توسيع للفك العلوي و تنظيم الاسنان في الفكيين العلوي والسفلي باستخدام جهاز التقويم الثابت والموسعات بكافة أشكالها حسب حالة كل مريض.
المصدر الدكتور ناصر عزمي الخياط -القدس -أخصائي تقويم الأسنان و الفكين- asnan-jameleh

الجمعة، 30 أبريل 2010

تأثير مص الاصبع على الفك

عندما يصبح الطفل في عمر أكبر ، فإنه يصبح قادرا على إمساك الأشياء بيده ودفعها نحو فمه ويستخدم الطفل هذه الوسيلة في محاولته التعرف على العالم الخارجي.


تعتبر منطقة محيط الفم من أكثر المناطق المتطورة عصبيا وعضليا عند الولادة . ويقوم المولود بمحاولة الرضاعة بشكل انعكاسي عند ملامسة أي جسم لمحيط الشفة وتستطيع أن ترى هذه المحاولات إذا لامست بإصبعك محيط الفم عند الطفل الرضيع. عندما يبدأ الطفل بتحريك يديه فإن أصابعه تلامس محيط الفم وعندها يبدأ بمص أصابعه والإصبع الأكثر قربا للفم عند تحريك اليدين هو الإبهام.

عادة ما يتوقف معظم الأطفال عن عادة مص الإصبع في عمر (2-4) سنوات دون أي تسبب هذه العادة أي تشوه في الأسنان أو الفكين. لكن بعض الأطفال ولأسباب مختلفة يستمرون في هذه العادة لعمر أكبر.

تشكل هذه العادة خطرا حقيقيا على الأسنان والفكين عند بزوغ الأسنان الأمامية العلوية لأن هذه العادة سوف تؤدي إلى حدوث ميلان في الأسنان الأمامية العلوية باتجاه الشفة بشكل غير طبيعي.

وذلك سوف يؤثر على العلاقة بين الفكين، وكذلك سوف يؤدي إلى عدم النطق الصحيح لمخارج الحروف مما ينتج عنه آثار سيئة تتمثل في ما يلي:

- عدم انتظام الأسنان بالشكل الصحيح

- تغير في شكل الحلق

- عدم النطق الصحيح لمخارج الحروف

- اختلاف في العلاقة بين الفكين

وتختلف الآثار الضارة التي تسببها عادة مص الإصبع تبعاً لما يلي:

- نوع الإصبع

- مكان وضع الإبهام أو الإصبع

- عدد مرات مص الإصبع في اليوم

- مدة بقاء الإصبع في الفم

- القوة المطبقة على الإصبع أثناء المص

إذا كان عمر الطفل أقل من أربع سنوات فإن محاولة منعه ستؤدي إلى نتائج عكسية تجعل الطفل يعاند أبويه ويكرر هذه العادة ولكن يستطيع الأبوين إعطاءه البدائل مثل (اللبان الخالي من السكر) أو مرافقته إلى الفراش ويقوم أحد الوالدين بإمساك يد الطفل بلطف وإخباره قصص شيقة أو يغني له أغنية محببة لديه إلى أن ينام.

أما عندما يصبح الطفل أكثر وعياَ بما فيه الكفاية لفهم الأضرار التي قد تسببها عادة مص الإصبع فإن مراجعة الطفل لطبيب الأسنان ضرورية ليقوم بشرح هذه الأضرار وتشجيع الطفل للتوقف عن هذه العادة ويعتبر تأييد أولياء الأمور وتشجيعهم للطفل ومكافأته ضروري لنجاح هذه الطريقة إذا لم تنجح طرق الإقناع قد نلجأ إلى:

- وضع لاصق الجروح على الإصبع

- وضع طلاء الأظافر على الإصبع

- وضع مادة مرة الطعم أو غير مستحبة لديه على الإصبع

- أخيرا يمكن أن نلجأ إلى جهاز خاص مانع لهذه العادة لمدة شهر. والذي سوف يعمل على إيقاف هذه العادة





منقول عن asnan.co







تدريبات الفك



الفك مفصل حيوى في جهاز النطق وكثيرا ما يواجه الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مشاكل الفك مما يعوق الطفل في عملية المضغ وايضا اثناء الكلام


بسم الله
ابدأ في عرض تدريبات الفك


التدريب الأول


دفع الفك السفلى برفق الى ناحية اليمين عدة مرات ثم تثبيتة لفترة 2 دقيقة تقريبا

ويكرر نفس التدريب مع الجهه اليسرى

اعطاء فرصة للطفل لعمل التدريب بنفسه





التدريب الثانى

الطلب من الطفل تحريك الفك الأسفل ليمين ثم لليسار عدة مرات والسكون ل10 ثوانى وتكرار الحركة مرة اخرى




  
التدريب الثالث


  اطلب من الطفل فتح الفم لأقصى درجة ممكنة مع الضغك على الفك السفلى للطفل في الاتجاة المعاكس


يمكن استخدام شريط من الاستيك المطاط وربطة حول الوجة من اسفل الفك ومن اعلى الرأس




التدريب الرابع
                                             

 تحريك الفك السفلي إلى اسفل وارجعة لوضغة الطبيعى مرة اخرى عدة مرات ثم فتحة لمدة تبدأ بدقيقة ثم راحة لمدة دقيقة ثم التكرار مرة أخرى





التدريب الخامس


فتح الفك السفلى ثم ودفعة لامام مرة وللخلف مرة بانتطام لعدد يبدأ من 5 مرات ثم راحة دقيقة وتكرار التدريب 3 مرات

التدريب السادس

مضغ اللبان









الاثنين، 26 أبريل 2010

التمارين الرياضية في برنامج بورتاج


يحتاج جميع الأطفال كبارا وصغارا للتدليك سواء كانوا معاقين أو غير معاقين ويختلف التدليك من طفل لآخر وفقا حالته الصحية.

لذلك يجب مراعاة ما يلي عند التدليك:

ـ مراعاة الوقت الذي تقوم فيه الأم بالتدليك للطفل "قبل أوقات النوم إما صباحا أو مساءا"لأن التدليك يهدئ أعصاب الطفل وينشط الدورة الدموية.


ـ أن تكون الغرفة جيدة التهوية لتدليك الطفل كذلك عدم وضعه في تيار هوائي.


ـ وضع فرشة مريحة على الأرض لتضعي الطفل عليها لتنفيذ التدليك بأمان وراحة.


ـ إحضار مسجل أو راديو لسماع موسيقى هادئة كي تساعد على تهدئة أعصاب الطفل.


ـ إحضار زيت للتدليك أو كريم أو بودرة مع مراعاة عدم تدفئة الزيت قبل التدليك.


ـ عدم تدليك الطفل من فوق الملابس.


ـ مراعاة الدقة والبطء والرفق عند تدليك الطفل ويكون التركيز في تدليك الطفل على إصبع الإبهام اكثر من الأصابع الأربعة الباقية وبحركة دائرية.


ـ يجب تشجيع الطفل ولكن بدون تصفيق لأن التصفيق يساعد على تنشيط الطفل أكثر لذلك يشجع الطفل بالربت على الظهر والمسح على الرأس والتقبيل والمداعبة أو الابتسامة.


ـ عدم تدليك الطفل الذي أجريت له عملية إلا بعد استشارة الطبيب وسماحه بذلك.


ـ في أوقات الشتاء يجب تدفئة الغرفة عند تدليك الطفل حتى لا يتسبب هذا في مرض الطفل أو مراعاة إغلاق الشبابيك والأبواب.


ـ يجب مراعاة إعطاء الطفل تمرين تدليك ثم تمرين رياضي وذلك لعدم إرهاق الطفل والعضو المصاب مع مراعاة عدم إعطاء عدة أهداف لنفس العضو مثل : هدفين تدليك لليد أو هدف تدليك وتمرين للرجل.


ـ لا تحاول المدرسة أن تقوم بتدليك الطفل في هيجانه أو صراخه أو بكاءه لأنه يدل على عدم راحة الطفل من الحركات أو التدليك وعليها التوقف فورا.


ـ عدم الضغط على الجزء المصاب بأي حال من الأحوال لأنه قد يزيد إصابته فمثلا طفل يده ملتوية لليمين فلا تحاولي جذبها إلى اليسار بشدة.


ـ في حالة التدليك على المدرسة أن تكون في منتهى الرقة والحنان ويظهر ذلك على وجه الطفل واحمرار الجسم إذا زاد الضغط على جسم الطفل.


ـ على المدرسة أن تتأكد من أن الأم تقوم بنفس طريقة التدليك أو التمرين الذي تنفذه المدرسة وتلفت نظرها إلى ذلك.

اللسان المربوط



اللسان

هو عضو عضلي موجود داخل الفم يرتبط بالفك السفلي ب 17 عضلة تؤمن له حركته وعمله وهو أهم أعضاء النطق وأيضا له عمليات حيوية آخرى كالمص والمضغ والبلع والأكل والشرب .

ويغلف سطح اللسان غشاء مخاطي تغطيه آلاف الحليمات الصغيرة التي تحتوي في أطرافها على نهايات عصبية بمثابة حاسة التذوق ويكون سطحه مبللاً باللعاب مما يبقيه رطبا.

ويغطي سطح اللسان العديد من الحليمات التي تنقسم إلى ثلاثة أنواع:

١ ‎- فهناك الحليمات الخيطية وهي الأكثر عددا وتغطية لسطح اللسان

٢- تليها الحليمات الكمئية التي تشبه شكل الكمأ (الفطر).

3-ثم الحليمات الكاسية التي توجد في الخلف (في الجزء الخلفي من سطح اللسان).


اللسان المربوط
ankyloglossia
short fraenum
Tongue Tie

كل شخص لديه عقدة من الأنسجة توجد تحت اللسان تربط اللسان بفك الفم السفلي
الاثار السلبية الناتجة عن اللسان المربوط
1- مشكله اثناء الكلام.. وخاصه فى نطق صوتي / R'L / ويؤثر أيضا على سرعة الكلام
2- مشكلات فى الفم .. تسوس الأسنان وإلتهابات فى اللثة وائحة الفم كريهة : يمكن أن تحدث بسبب أن بقايا الطعام لم يتم إزالتها عن تحريك طريق اللسان.
3- مشكلات فى الأكل والهضم والبلع ..
4- شكل اللسان يكون فى غير شكله الطبيعي
.5- يعجز الطفل اللعب بلسانه كحركة الإيماءات مثلا ...
العـــــــــــــــــــلاج
هذه الحالة ربط اللسان التى تم ذكرها يجب أن يجرى لها عملية جراحية وتكون سهلة جداويجرى طبيب جراحة الفم العملية بوضع مخدر عام وقطع ربطة الأنسجة أفقيا .
بعدها يأتى دور أخصائي التخاطب في تدريب اللسان وتقويم النطق
تدريبات عضلات اللسان
1- تدريبات لتقوية عضلات اللسان وتحريكه داخل وخارج الفم
2- تقوية الإحساس والشعور بما هو حول الفم من الخارج بتحريك اللسان داخل الفم
3- تنظيف داخل الفم باللسان بما يحيويه الخد والاسنان ولعق الحلق وما حول الشفاه .
4- تمتد لسانك صعودا نحو الأنف ، ثم إلى أسفل نحو ذقنك . (كرر )
5-افتح فمك على نطاق واسع .
6- لمس أسنانك الأمامية الكبيرة مع لسانك مع فمك لا تزال مفتوحة.
7- ننظر في المرآة ونتابع ما ينطقه اللسان , ويفتح الفم على مصراعيه .ونطق لا لا لا لا
8- تعض على كامل الشفة السفلي من جانب واحد على الآخر.

الأحد، 25 أبريل 2010

الضرب التأديبي للأطفال هل هو إساءة لهم؟

إن الضرب التأديبي هو عدائية بيولوجية مُوجَّهة من أحد الوالدين نحو طفله، تحط من احترام الطفل لذاته، تؤذي حماسه، وتولد الغضب والعصيان وعدم التعاون لديه
فعندما يقوم الطفل بارتكاب خطأ ما، يلجأ الأب أو الأم إلى الصراخ، ومن ثم قد يمتد ذلك إلى الضرب بشكل غريزي، ويتعزز سلوك الأب أو الأم هنا بنصيحة تقليدية، من قِبَل كثير من المتطوعين الذين مارسوا هذا السلوك، أنه علينا أن نضرب الأطفال حتى يُحسنوا سلوكهم.
رعاية الأطفال أمر تمليه الفطرة الإنسانية
لأن الأطفال من أجل نعم الله تبارك وتعالى، فهم زينة الحياة الدنيا، يقول تعالى:( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) سورة الكهف 46، وهم منحة الله سبحانه وتعالى وعطاؤه (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) سورة الشورى 49 و 50
لقد فرضت الشريعة الإسلامية حماية للطفل، تفوق المواثيق الدولية والقوانين الوضعية، من مثل حمايته وهو جنين وهو رضعي وحقه بالإرث وبالاسم، فنحن هنا لا نتكلم عن موضوع مستورد أو بهدف التشبه بالغرب، بل عن موضوع يمس كل طفل في مجتمعنا العربي.
حاجات الطفل تكمن في ضرورة ارتباطه بالوالدين أو أحدهما على الأقل، والنموذج المثالي لمهام الأمومة والأبوة، أن يقوم راعي الطفل بتوفير الحاجات الأساسية من طعام وشراب، ورعاية صحية، وحماية وعطف وحنان، بالإضافة للتشجيع والتعليم والضبط والتربية، وكذلك ذلك بما يتناسب مع المراحل المختلفة للطفولة وللمراهقة، وكذا أن يكون الوالدين النموذج السلوكي للطفل في العلاقات وتحديد الهوية والتفاعل مع الأحداث والمواقف، ونموذجًا للأبوة والأمومة السوية، إلا أن الإساءة للطفل تتولد إذا كان التعامل مع الطفل متناقضًا مع مهام الأمومة والأبوة هذه، ويحكم ذلك اختلاف الثقافات وتفاوت الأزمنة، مما يجعل الإساءة للطفل موجودة في كل المجتمعات والطبقات وفي كل البلاد، وقد تكون من قِبَل الوالدين أو من يقوم مقامهما، وقد تكون بفعل مباشر كالضرب، أو بفعل غير مباشر كالإهمال أو كليهما، وقد تأخذ شكل إساءة جسدية، جنسية، أو عاطفية، ومن الممكن أن تكون منفردة أو مجتمعة، ويرافق أي شكل من أشكال الإساءة الأذى النفسي للطفل.
ما مدى انتشار الضرب التأديبي والعقاب الجسدي للأطفال؟
للأسف الشديد أظهرت دراسات عديدة أن أغلبية الناس يعتقدون أن الضرب التأديبي ليس فقط جيدًا، بل هو أساس لتنشئة الأطفال؛ حيث أن 90% من الآباء يضربون الأطفال لغاية 5 سنوات بمعدل 3 مرات أسبوعيًا، وأن 52% من الأطفال الذين أعمارهم 13 أو 14 سنة يُضربون عادة، وأن 20% من الطلبة في المرحلة الثانوية يضربون عادة من قبل آبائهم. كما وأن 60% من الآباء يضربون أولادهم بالصفع على الوجه أو على اليدين أو المؤخرة وأن 20% يقومون بدفع الطفل أو بحمله من أحد أطرافه بعنف، وأن 15% يستخدمون العصا أو أية أداة منزلية لتأديب الطفل، وأن 10% منهم يقومون عادة ما بقذف جسم ما، صادف ن يكون بيدهم على الطفل.
من غيرالمستطاع تحديد حد فاصل بين تأديب الطفل بالضرب وبين الإساءة الجسدية إليه، وهذا قائم على عدم عدالة هذا السلوك وخلوه من أي منطق عقلاني، فعندما تتولد العدائية البيولوجية، ويقوم شخص بالغ بضرب شخص بالغ آخر، لأي داعٍ كان، وإن كان قريبه أو زوجه، يتفق الجميع على أن هذا فعل متخلف غير حضاري وهو محرم قانونًا، وإذا قام طفل بضرب شخص بالغ، فبالإضافة لكونه جريمة قانونًا في أغلب الحالات، فهو عيب اجتماعي أن يتطاول الصغير على الكبير، وأن يقوم طفل بضرب طفل آخر، وإن كان شقيقه، فهذا مؤشر على قلة أدبه وعدم تربيته ويستحق كل أنواع العقاب، وأما عندما تتولد العدائية البيولوجية، ويقوم بالغ بضرب طفل، فتنعكس المقاييس وتظهر الازدواجية، ويصبح ذلك تربية وتأديبًا، وقد يسمح لك القانون بذلك.
ما الحد الفاصل بين تربية وتأديب الطفل وبين الإساءة الجسدية إليه؟
هل العقاب الجسدي للطفل فعّال؟
وما عواقبه ومضاره.. ؟
ومتى يصل إلى درجة الإساءة؟
إن العقاب الجسدي للطفل غير فعّال وهناك عواقب ومضاعفات حقيقية للضرب التأديبي والبحث بها يظهر ما يلي: " أولاً: العقاب الجسدي للطفل بكل أشكاله، وبأي مدى لشدته، وبغض النظر عن أي محاولة لتبريره أو تلميعه، هو طريقة غير فعَّاله لتعديل السلوك من الناحية النفسية؛ حيث إن ضرب الطفل قد يجعله يتجنب السلوك السيئ مؤقتًا، إلا أن التزام الطفل بهذا السلوك هو لفترة وجيزة، وسيولد لديه خوف من أن يشاهد وهو يرتكب الخطأ، فيلجأ للقيام به سرًا؛ حيث إن الضرب لن يعلم سلوكًا جديدًا، ولن يعلم السيطرة على النفسي، بل على العكس وعلى المدى البعيد، فإن الضرب سيترك عند الطفل سلوك العصيان وعدم التواصل الحضاري مع الآخرين، وتدني مستوى احترام الذات والكآبة.
" ثانيًا: التأديب بالضرب هو الطريق لسالك دائمًا باتجاه الإساءة الجسدية للطفل، ولأن الضرب فعَّال بشكل مؤقت، يجعل ذلك الأب أو الأم يضربا بجرعة أشد، كلما عاد الطفل وأخطأ مرة أخرى، وبذلك يصبح العقاب الجسدي هو الاستجابة القياسية للسلوك السيئ، مما يزيد من شدة الضرب ويزيد من تكراره بشكل يتجاوز العرف المقبول عند بعض الأشخاص، وتشير الأبحاث إلى أن ما يزيد على 85% من جميع حالات الإساءة الجسدية للأطفال ناتجه عن فرط التأديب وعن العقاب الجسدي.
" ثالثًا: يؤدي العقاب الجسدي بالضرب إلى أذى غير متوقع، فالصفع على الوجه قد يؤدي مثلاً إلى ثقب طبلة الأذن، ورج الطفل قد يؤدي إلى ارتجاع الدماغ والعمى أو الوفاة، والضرب المباشر وبأي وسيلة كانت قد يضر بالعضلات وبالأعصاب، بالأعضاء التناسلية، أو بالعامود الفقري، وحتى ضرب الأطفال على ظاهر اليدين يؤذي المفاصل والأوعية الدموية الدقيقة، وقد يؤدي إلى حدوث التهاب المفاصل الصغيرة بعد عشرات السنين، وقد ينتج عن سقوط الطفل عند تعرضه للضرب إصابات شديدة في جسمه.
" رابعًا: الضرب التأديبي هو عملية تدريبية منظمة لتعليم الطفل العنف، حيث يتعلم مبدأ أنه من المقبول أن يستخدم القوي قوته ضد الضعيف، وأنه من الطبيعي أن تحل المشاكل بواسطة العنف، وتتعزز هذه الفكرة بعملية التكرار من قبل شخص محبوب ومرغوب به، ويؤدي ذلك إلى تولد سلوك تعامل عنفي بين الطفل وأشقائه ومع زملائه في المدرسة، ومع زوجته مستقبلاً ومن ثم مع أطفاله.
" خامسًا: أثبتت الدراسات أن اللطم أو استخدام القوة على مؤخرة جسم الطفل هو نوع من أنواع الإساءة الجنسية للطفل، التي قد تولد شعورًا بلذة مختلطة بالألم.
" سادسًا: أظهرت الدراسات أيضًا أن هناك زيادة لاحتمالية تولد الشخصية العدائية للمجتمع، الجنوح، والإجرام لدى الأطفال الذين يتعرضون للضرب التأديبي أكثر من غيرهم.
مما سبق يتضح أن العقاب الجسدي للطفل غير فعَّال، ولا يوجد أي حد فاصل بين التأديب الجسدي للطفل وبين الإساءة إليه، وإن أي عنف نحو الطفل، ومهما كانت شدته قليلة، هو تعدًّ على حقوقه.
هل هناك بديل عن الضرب التأديبي في مجال تربية الطفل؟
هناك بديل دائمًا عن الضرب التأديبي، فعند توفير الوالدان لظروف وقائية مناسبة للطفل مسبقًا، يقلل ذلك احتمالية تعريضه للضرب، وعند توافر هذه الظروف ليس عليك كأب أو أم أن تقول "لا للطفل كل الوقت، وليس على الطفل أن يمر بظروف تغريه لارتكاب الخطأ، بإمكانك أن تكافئ السلوك الجيد للطفل بالمدح وأن تشعره بذلك بطرق عملية، وكن واقعيًا في توقعاتك من الطفل، وضع أقل عدد ممكن من القواعد، على أن تكون منطقية ومناسبة لعمره.
السيطرة على الغضب بترك المكان: إذا كنت تشعر بالغضب، وفقدان السيطرة على سلوكك، وتشعر أنك ترغب بضرب أو صفع طفلك، حاول أن تترك المكان المتواجد به الطفل من فورك. إذا كان بالإمكان ذلك، سيطر على مزاجك، وعند دخولك في فترة الهدوء، ستجد الحل البديل، غير العنفي، للتعامل مع المشكلة، فقد يكون مولد الغضب ليس الطفل بل توتر خارجي في المنزل أو في العمل.قد يقوم الآباء بضرب الأطفال عندما لا يصغي الطفل للطلبات المتكررة بتحسين سلوكه، وأخيرًا لا يجد الأب أو الأم مفرًا من ضرب الطفل ليسلك سلوكًا جيدًا، ولكن الحل المثالي هو أن تتواصل مع الطفل بالنظر في عينيه مثلاً، وأخبره بصوت حازم وجملة قصيرة ما تريد منه أن يفعله، كن لطيفًا وحازمًا في الوقت نفسه.
استخدم العواقب المنطقية لسلوك الطفل:أي عَلَّم الطفل تحمل المسئولية فإذا ارتكب خطأ ما، وقمت بضربه، فقد يتعلم الطفل أن لا يعيد ذلك مرة أخرى، هذا يبدو جيدًا، لكن تذكر أن هذا الضرب سيعلم الطفل أيضًا أن يخفي أخطاءه لتجنب تكرار العقاب، أو أن يضع الملامة على أشخاص آخرين، أو قد يعلَّمه الكذب، أو أن يخفي كل ما حدث، أو قد يشعر بذنب كبير أو بغضب شديد، وحتى قد يقوم بالانتقام من والديه بطريقة أو بأخرى، فهناك فرق بين تعديل سلوك الطفل لأنه يخاف من الأب وبين تعديل سلوك الطفل، لأنه يحترم الأب، والمنطقي أن يشارك الطفل في إصلاح العواقب التي نتجت عن فعله، حيث يتغير التركيز من الخطأ بحد ذاته إلى تحمل المسئولية بإصلاح الخطأ، ولا يشعر الطفل بالغضب أو الانتقام، واحترام الطفل لذاته لن يتأثر.
هل الحديث في مجال حماية الطفل من الإساءة يُعتبر تدخلاً في حرية الوالدين وفي حقهما بتربية أولادهما؟
هناك اتفاق على حق الوالدين بتربية الطفل، وعلى واجب الأمومة والأبوة لتلبية حاجاته، مما يعطيه فرصة جيدة للنمو الجسماني، والنضج النفسي والاجتماعي، حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه مستقلاً في مستقبل حياته، وقد لا يكون من المتوقع أن يلبي الوالدان احتياجات الأبناء بكل أشكالها في كل الأوقات، ولكن المتوقع، وبشكل مؤكد، أن لا يكون لأي إنسان يعتني بطفل تأثير سلبي على تطوره ونموه، بإساءة استخدام حقه بتربيته، ونرى مما سبق، أن الحديث في مجال إساءة معاملة الأطفال وحمايتهم ليس تدخلاً في حق الوالدين أو واجبهم، بل هو نوع من المشاركة الإيجابية معهما، لضمان تطور ونمو الطفل وحمايته وبالتالي حماية الإنسان والمجتمع.
المصدر :مجلة خطوة العدد 28 - مايو 2008
د. هاني جهشان - استشاري الطب الشرعي - الأردن

جديد القوالب المعربة

المتابعون

AlNadaKids

مركز الندى لذوى الاحتياجات الخاصة حلم طاير عايز يرسي على ارض